السبت، 30 مايو 2015

مذكرات من زمن العلم الجميل



وجدت أنه من الأمانة أن اتحدث عن ذكريات تعلمت منها المعنى الحقيقي للتربية والتعليم واستأت كثيرا لما ألاحظه اليوم من تمثيليات كلامية وورقية أثرت بلا شك على الصورة العامة للتعليم والمعلمين
كان اليوم المدرسي بمدرسة النهضة النوبية الاعدادية يمر كالآتي : ( وهي مدرسة حكومية بحي شعبي )
 يأتي الاخصائي الاجتماعي الاستاذ / قدري مبكرا في الصباح يشغل اسطوانة الشيخ محمد رفعت ( سورة الرحمن ) ثم يعلق صفحات الجرائد في التابلوه الزجاجي ويتجمع الطلاب لقراءة آخر الاخبار وأذكر منها  أخبار حروب الاستنزاف والأخبار التي تلت وفاة عبد الناصروبدء حكم السادات .
ثم يدق عامل المدرسة الجرس دقته طويلة - بحرفية خاصة -  ويبدأ الطابور بأخذ المحازاة بحيث يصطف الطلاب طوليا وعرضيا  كالمسطرة  وتبدأ تمارين الصباح  والنشيد الوطني ثم الاذاعة المدرسية والتي تشمل ثوابت وهي قرآن ثم حديث ثم حكمة ثم الأخبار ثم مواد ثقافية وفنية ثم ارشادات المدير أو مسئول الانشطة الرياضية أ/ فؤاد حسيب أو نادي العلوم أ / منصف او غيره  ، ثم تمارين رياضية  ثم تحية العلم والانصراف كل فصل مع مدرسه  مع مارش موسيقى .
وبعد انتهاء الحصة يدق جرس صغير وبعد خمس دقائق يدق جرس صغير آخر لبدء الحصة التالية ، وان كانت حصة علوم أ / أحمد سليمان  وبها درس عملي يتم اجرائها في المعمل ومن الحصص التي أتذكر اجرائها في المعمل :  اشتعال المغنسيوم مع الكبريت ، الطلاء الكهربي لميدالية أحد الطلاب الحديدية بطبقة من النحاس ، تحضير الهيدروجين وملء بالونة به ثم تطير الى أعلى المعمل دون أن تسقط ، ثم اختبار خواص الهيدروجين وفرقعته عند الاشتعال ، وتحضير ثاني أكسيد الكربون  وتعكير ماء الجير ، وخلخلة الهواء بداخل ناقوس وكيف يختفي صوت المنبه بعد خلخلة الهواء ....... وغير ذلك مما لا أتذكره )
وان كانت حصة أشغال يتم عمل لوحات معدنية باللحام ، أو تصميم جلاد ملون  بالاسفنج الطبيعي أو تجليد الكتب .... وغيره )

وان كانت حصة زراعة لابد من قضائها بالحديقة ( دون المعمل ) ونتعرف على عديد من النباتات ونقوم بتنظيف الحشائش بتعليما ت من عم حبشي ونشاهد الأسماك الملونة في الفسقية ومنها أسماك السورد الأحمر والأخضر  وورد النيل الذي يحدثنا عنه أ فؤاد عبد الفتاح مدرس الزراعة
وفي حصة التربية الرياضية لابد من البدء بالتمارين وفي النهاية يتم  لعب مباراة كرة قدم أو طائرة
وعندما تأتي الفسحة يبدأ الأخصائي الاجتماعي بتشغيل اسطوانات لأم كلثوم ومنها فكروني وأمل حياتي وانت عمري ، وتبدأ مباراة دوري الفصول بتحكيم من مدرس التربية الرياضية أو من غيره من المهتمين بالرياضة وقد يكون الناظر نفسه محكما  ، ويبدأ عمل المقصف ببيع السندوتشات ويفوم بالبيع طلاب المدرسة تحت اشراف المسئول عن المقصف ، وفي نهاية العام توزع الأرباح تبعا للأسهم
وفي الفسحة تفتح المكتبة للطلاب راغبي القراءة والاستعارة الداخلية والخارجية ، وفي الفسحة أيضا يقوم الأخصائي باستلام النقود من الطلاب راغبي التوفير حيث يقوم هو بنفسه توريد هذه النقود كل شهر الى مكتب البريد .
وبعد الفسحة تبدأ الاذاعة المدرسية في الفسحة ومن أهم فقراتها وصف المباراة التي أقيمت بالفسحة كرة قدم وتنس طاولة ويتحدد في هذا التحليل الفصل الفائز ومحرز الاهداف وكفاءة المباراة والفرص الضائعة .. وغيرها ، والصورة التالية للجزء الأوسط من المبنى الذي على شكل ( مربع ناقص ضلع ) وفي أعلى السلم كانت الاذاعة المدرسية
 وعندما يأتي رمضان يؤجل الدوري يكتفى بمباراة شد الحبل وفقرات رياضية  فكاهية
وفي نهاية العام يحدد الفصول الفائزة وتوزع ميداليات حديدية على الطلاب
وفي حالة ارتكاب خطأ من أحد الطلاب يتم معاقبته في الفناء أما اذا كان هذا الخطأ يستلزم الكتمان لدواعي نفسية وتربوية  فكان يتم ذلك في حجرة الاخصائي الاجتماعي .
وأذكر أن في حصة التربية الفنية أن المدرس كان يتحدث معنا كثيرا في أمور خاصة بالذوق والسلوك والأخلاق ويبدو أن هذه الأحاديث كان يعتبرها تهيئة للأعمال الفنية .
أما وعن مدرس الموسيقى فقد كان بالمرحلة الابتدائية مدرس اسمه اسماعيل صديق وكان ملحنا في الوسط الفني ورغم ذلك كان  يقوم بتدريس النوتة الموسيقية مثل العربي والحساب ويشكل فريق كورال من كل فصل ينافس به الفصول الأخرى في آخر العام الدراسي

والكثير والكثير الذي لم الاحظ مثله في أرقى المدارس الحالية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق